الوالد يهتمّ بنفسه
يمكن أن يثير الروتين الجديد المفروض على الأهل أسبابًا عديدة وجديدة للقلق، ما يؤدي إلى فقدان السيطرة. يؤدي القلق وعدم اليقين المتزايدان إلى طرح أسئلة عديدة تقلقنا كوالدين ويمكن أن تمسّ بأدائنا اليومي.
هل سأنجح في إعالة أبنائي؟ ما الذي سيحدث لأولادي في حال مرضتُ؟ ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ كيف نُبقي الأولاد مشغولين؟ كم نطلب منهم أن يدرسوا؟ كم ساعة على وسائل الإعلام؟ هل أنا والد جيد؟ يمكن أن تؤدي مصادر القلق هذه وغيرها إلى تراجع في تأدية الوالدين لمهامهم، تصعيب إتمام الوالد دوره على أفضل شكل، وحتى التسبب بفقدان الوالد للشعور بكفاءته كوالد.
وبما أنّ شدة الأزمة في حياة الولد تتأثر أيضًا بردّ فعل والدَيه، من المهم أن يهتم الأهل بأنفسهم وخيرهم حتى قبل الاهتمام بخير أولادهم. ومثل إرشادات الأمان في الرحلات الجوية التي تذكر أنّ على الوالد أن يضع قناع الأكسجين قبل أن يساعد ابنه على فعل ذلك، هكذا أيضًا في الأزمة الحالية، يُستحسَن أن نعتني نحن الأهل بأنفسنا لكي نتمكن من مساعَدة أولادنا.
لذلك، في اللحظات التي تشعرون فيها بأنّ مشاعر قوية مثل الخوف، الغضب، القلق، أو الإحباط تسيطر عليكم، حتى قبل البحث عن حلّ لأبنائكم، من المهمّ أن تطبقوا المبادئ التالية:لذلك، في اللحظات التي تشعرون فيها بأنّ مشاعر قوية مثل الخوف، الغضب، القلق، أو الإحباط تسيطر عليكم، حتى قبل البحث عن حلّ لأبنائكم، من المهمّ أن تطبقوا المبادئ التالية:
أوّلا، نتوقف
نتوقف ونتأمل بشكل مُوجَّه في ما يحدث في بيئتنا الخارجية والداخلية. نقصد بالبيئة الخارجية: ما الذي يحدث في بيتنا في هذه اللحظة؟ ما الذي يفعله كلّ من أفراد الأسرة؟ أية أصوات نسمعها في الغرفة؟ ماذا ترى عَيناي؟ وبالنسبة للبيئة الداخلية: بمَ أفكّر؟ بمَ أشعر؟ أين يتواجد التوتّر في جِسمي، إن وُجد؟ كيف يكون ردّ فعلي على أفكاري ومشاعري؟
ثانيا، نصِف الوضع دون إصدار أحكام
نحاول أن نصف بالكلمات الواقعَ الداخلي والخارجي الذي ميّزناه، ولكن دون إصدار أحكام، أي دون أن نمنح أنفسنا علامة حول: هل أنا والد جيد؟ هل أفكاري جيدة؟
على سبيل المثال، بدل أن تقول: "عائلتي سيّئة"، قُل: "عائلتي تواجه واقعًا مليئا بالتحديات وغير معروفة ". وبدل أن تقول: "الجميع فقدوا السيطرة"، قُل: "أفراد الأسرة يتكلمون بصوت عالٍ".
ثالثًا، خذ نَفَسًا
نأخذ نفَسا عميقا وبطيئا لأسفل البطن ونُطلق الهواء إلى الخارج ببطء. نكرّر الأمر عدة مرات.
رابعًا، نستعين بأفكار مشجِّعة
نحاول استبدال الأفكار غير المفيدة التي تسبّب لنا الانزعاج والضيق بأفكار مفيدة ومشجّعة. نقول لأنفسنا أمورًا مثل: "نحن نعمل بشكل طبيعي في ظروف غير طبيعية"؛ "لا أحد لديه إجابات حول المواجهة الصحيحة لهذه الأزمة"؛ "لديّ أفكار مُقلقة، وهذا منطقي، لكن ليس عليّ أن أعمل بموجبها".
وفي الختام، نتصرّف
نحدّد أمرًا معيّنا نريد إنجازه في هذه اللحظة، مع الحفاظ على علاقات تتسم بالاحترام مع أولادنا. من المهمّ اختيار نشاط محدَّد واحد كل مرة وعدم محاولة تحقيق أمور كثيرة في آن واحد. فليس عمليّا أن نضغط أنفسنا بمطالب مختلفة في الوقت نفسه. من غير المنطقي مثلًا أن تتوقعوا من أنفسكم ترتيب البيت ومساعدة الأولاد في دروسهم في الوقت نفسه.
إذا كنّا لا نزال نشعر بمشاعر سلبية شديدة، يوصى التوجّه إلى مصادر تهدّئنا. من المهمّ أن نعرف ما هي الأمور التي تساعدنا على أن نضبط أنفسنا ونهدأ. فكل شخص منا يستعين بأمور مختلفة كي يهدأ. لذا يكمن الحلّ أولا في الإصغاء لأنفسنا. تتضمن الأمور التي يستعين بها الناس كي يضبطوا أنفسهم ويهدأوا: الاستماع إلى الموسيقى، أخذ استراحة لشرب القهوة، التحدث إلى صديق، النشاط الجسماني، القراءة، الالتهاء بأمر ما، وأمورا كثيرة أخرى...